الاطار الستراتيجي للدعوة لكيان انفصالي في غرب العراق
شبكة المنصور
صلاح المختار


إذا لم تكن تعلم أين تذهب ، فكل الطرق تؤدى إلى هناك

مثل عالمي

لم يكن مفاجئا احياء الدعوة لفصل غرب العراق لان تقسيم العراق هو الخطوة الاساسية والتمهيدية في مخططات معادية ولا يمكن انجاح بقية الخطوات في الاقطار العربية الاخرى بدون تقسيم العراق ، ولذلك فان المشروع التقسيمي الاستعماري الغربي ( الامريكي- الاوربي ) – الصهيوني المدعوم من قبل ايران ، ليس مشروعا انيا او مزاجيا ولا هو موجة عابرة بل هو مخطط شامل معلن بتفاصيل كاملة منذ عقود يقوم على تقسيم كل الاقطار العربية تنفيذا لسايكس - بيكو الثانية ، وتكمن خطورة الدور الايراني في تنفيذ هذا المخطط في انه شرط مسبق لنجاح مخططات الغرب والصهيونية كما اثبتت تجربة غزو العراق . لذلك فان احدى اهم نقاط الضعف القاتلة في صفوفنا هي ان البعض منا ، نتيجة التخلف السياسي والثقافي او بتأثير المطامح الانانية والتطلع للسلطة والمال ، يظن ان الغرب الاستعماري والصهيونية وايران تفكر مثله بطريقة بدائية ومتخلفة تقوم على الهبّات الانية التي تخمد بسرعة كما تفجرت بسرعة ، فينسى هذا البعض مشاريع العدو ويبقى اسير نظرة حسية عابرة ولا يستخلص دروس التجارب المرة ، ولا يكتشف حقيقة ان العدو لم يكن يمارس هبة بل بدأ عملا مخططا ومدروسا ولابد من اكماله بتغيير الستراتيجيات او التكتيكات والاساليب التي فشلت .

علينا الان وليس غدا ان نتذكر او نعلم بان العدو المشترك يخطط لاستعمارنا ونهب ثرواتنا ومحو هويتنا لعشرات السنين وليس لسنة او سنتين كما تفعل امريكا وبريطانيا ، بل ان عدوين لنا يخططان لمئات السنين وهما ايران والصهيونية العالمية ، فايران خططت لتدمير هويتنا وتقسيم امتنا بعد فرض الاسلام عليها بحد السيف واسقاط امبراطورية فارس ، والنخب اليهودية وممثلها الحديث الحركة الصهيونية العالمية تخطط منذ اكثر من الفي عام لتدمير العرب والاسلام من اجل احتلال فلسطين والثأر من ( البابليين ) ومعاقبتهم على الاسر البابلي ، لذلك فالعدو المشترك حينما يهزم او يتعب او يحاصر يتراجع تكتيكيا ولا يلغي مشاريعه ، واثناء التراجع يعيد النظر في الخطط ويعدلها او يغيرها من اجل ان يجعلها قادرة على الوصول للنجاح لاحقا . وهذه الطريقة في التفكير من المؤكد ان عدنان الدليمي وامثاله من داعمي الاحتلال اخر من يفهمها ويستوعب الحقائق الستراتيجية لتخلف وعيه وتشوه موقفه السياسي .

لنتذكر ان تقسيم العراق بدأ في عام 1991 بعزل الشمال بقوة التحالف الامريكي - الاوربي - الصهيوني ، وكانت عملية غزو العراق فرصة تاريخية لمواصلة محاولات تقسيم العراق الى ثلاثة دويلات ، طبقا للمشروع الصهيوني المعلن رسميا ، فكان دستور بريمير الحالي هو القاعدة ( القانونية ) الملزمة لتقسيم العراق ، وعملت القوى المشاركة في العملية السياسية ، ودون اي استثناء ، على دعمه وتنفيذ بنوده تحت غطاء مهلهل هو ما سمي خطئا ب( الفدرالية ) بعد اقراره من قبلها ، لانه في الواقع نظام كونفدرالي تقسيمي كامل . وكانت الخطوة التالية هي محاولة اعلان فصل اقليم الجنوب والذي تولته عناصر تابعة لايران وعلى راسها حزب الحكيم ، بل ان عملاء ايران روجوا لما هو اخطر من فصل الجنوب حينما تبنوا خطة اعلان البصرة اقليما مستقلا ! وحاولت القاعدة - المخترقة مخابراتيا من قبل امريكا وايران – اكمال عملية التقسيم باعلان قيام ما سمي ب ( دولة العراق الاسلامية ) في الانبار في عام 2006 والتي قلنا وقتها بالقلم العريض انها دعوة انفصالية تقسيمية مدمرة لشعب العراق ومكملة لانفصال الشمال وداعمة ومشجعة على فصل الجنوب .

هذه المشاريع التقسيمية هزمت مع هزيمة المشروع الامريكي في العراق بفضل نضال المقاومة العراقية المسلحة بطرق مختلفة تناولناها في اكثر من مناسبة ، وكانت الاعترافات الامريكية بالهزيمة كثيرة مثلما كانت البدائل الستراتيجية لتلافي الهزيمة كثيرة ، ومنها ما ورد في تقرير هاملتون – بيكر في عام 2006 والذي اعترف بفشل خطط الاحتلال واقترح خطة بديلة تقوم اساسا على التعاون مع سوريا وايران لتحقيق النجاح في العراق والاعتماد على قوات عراقية تشكل للقيام بدور فعال في دعم الاحتلال .

اذن : لم عادت امريكا وايران لتنفيذ خطة تقسيم العراق عبر الدعوة الحالية لفصل غرب العراق تحت غطاء ( حماية السنة ) من الابادة او الضياع ؟ ان الاجابة تتطلب تسجيل ملاحظات لابد منها لجمع اجزاء الصورة التي يريد الاحتلال ابقاءها متناثرة لابقاءنا غير قادرين على رؤيتها او فهم خططه بصورة صحيحة ودقيقة .

1 – لكي لا نقلل من خطورة دعوة فصل غرب العراق مستندين الى ضحالة عدنان الدليمي علينا ان نتذكر انها ليست من ابداعات عقله بل هي جزء من مشروع كبير وشامل لتقسيم العراق والوطن العربي ، منها مشروع ( المحافظون الجدد ) الذي نشر في عام 1998 واكد على ضرورة تقسيم العراق ، وقبله كتب عوديد ينون مقالته الشهيرة ( ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات ) التي دعت الى تقسيم كل الاقطار العربية على اسس عرقية ودينية وطائفية وعدت العراق الخطر الاكبر على الكيان الصهيوني ولذلك دعت الى تقسيمه الى ثلاثة دول قبل غيره ، وقبلها صدرت مبكرا دعوات الصهيوني برنارد لويس لتقسيم الوطن العربي وبشكل خاص تقسيم العراق . من هنا علينا ان ننظر لدعوة الدليمي الان على انها تحريك متعمد لخطط امريكية وصهيونية معروفة .

2– من الضروري تذكر ان الاحتلال حينما جاء الى العراق كان واضحا جدا في حرصه على تقزيم العراق تمهيدا لتقسيمه ، لذلك فرض نظاما كونفدراليا اطلق عليه تسمية خاطئة هي الفدرالية ، ووضع دستورا كونفدراليا واطلق كل عوامل اثارة الفتن بين العراقيين على اساس ان تقسيم العراق هو هدف محوري يمهد النجاح فيه لتنفيذ خطة تقسيم الاقطار العربية كلها .

3 – ان العودة الحالية لتقسيم العراق بعد توقف مؤقت واضحة فدعوة الدليمي ليست سوى تحريك لما نام من عوامل التقسيم في الشمال والجنوب ، لقد فقد التقسيم في الشمال والجنوب زخمه وتركه مؤقتا من دعا اليه خصوصا حزب الحكيم والبارزاني والطالباني بفضل تلاحم الشعب العراقي وقوة المقاومة ، لكن مرور وقت على نوم المشروع واقتراب طرد الاحتلال فرض ضرورة احياء التقسيم وكان تصريح مسعود البارزاني اثناء مؤتمر حزبه حول حق تقرير المصير مؤشرا لا يخطأ لاعادة تفعيل المخطط الاصلي للاحتلال وهو تقسيم العراق ، وما فعله الدليمي هو انه قال لضابط المخابر ات الامريكية : ( تؤمر سيدي ) .

4 – ان تطبيق نظام الاقاليم في العراق هو الممهد الطبيعي لتقسيم العراق ، فالنظام كما ورد في الدستور هو كونفدرالية تضم دولا مستقلة بدليل الاصرار في شمال العراق على السيطرة على الثروة ووجود التمثيل الدبلوماسي للكيان الانفصالي في السفارات العراقية ، وتغليب قوانين الاقليم على قوانين الدولة المركزية اذا تعارضت وتلك هي من اهم مقومات النظام الكونفدرالي . من هنا فان نظام الاقاليم ليس سوى خطوة تمهيدية لتقسيم العراق رسميا وجعل الصلة الكونفدرالية تقوم على رابط ضعيف وشكلي بين دول ثلاث مستقلة عن بعضها كردية في الشمال وسنية في الغرب وشيعية في الوسط والجنوب .

5- ومن يظن ان الدعوة هذه تقتصر على التمهيد لتقسيم العراق واهم او جاهل ، فبعد قيام الكونفدرالية في العراق او تقسيمه والغاء الكونفدرالية رسميا كتحصيل حاصل سوف يتحول غرب العراق الى جزء من كيان جديد تجري الاعدادات لولادته وهو الكونفدرالية الاسرائيلية – الاردنية - الفلسطينية . فما هي طبيعة هذه الكونفدرالية ؟ انها التطبيق العملي لمشروع شارون المسمى ب( الوطن البديل ) والذي يقوم على اقامة دويلة فلسطينية في بعض الضفة الغربية تشكل مع الاردن والكيان الصهيوني الكونفدرالية ، وتكون وظيفتها السريعة تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية باقامة دويلة قزمة عازلة بين العرب واسرائيل وحل واحدة من اعقد مشاكل ما يسمى ( الحل السلمي ) وهي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم حوالي اربعة ملايين فلسطيني في الشتات عن طريق توطينهم في غرب العراق وليس عودتهم لوطنهم المحتل . هذا الهدف احد اهم الاهداف المركزية لمشروع اعلان اقليم الغرب او الانبار ، وهو هدف كتب عنه كثيرا في امريكا والكيان الصهيوني ، وتقوم امريكا الان بالاعداد له للتخلص من اعباء ردات الفعل العربية والدولية على وجود مشكلة اللاجئين .

ولاجل اقناع اهل الانبار بهذا المشروع تجري منذ فترة عملية تصعيد الحملات الترهيبية ضد اهل الانبار ذات الطابع الطائفي والابتزازي ، مثل :-

أ - تنفيذ عمليات ارهابية كثيرة ضد اهل الانبار .

ب - والدعوة لتقسيم الانبار ذاتها بضم مدن تابعة لها لاقليم الجنوب .

ج - والتهديد بحرمانها من موارد النفط عن طريق توسيع نطاق اقليم الجنوب ليشمل بغداد ويصل الى سامراء مما يعني ان المشروع القديم لتقسيم العراق والذي يقوم على جعل بغداد مركز الدويلة السنية في الوسط والغرب وتمتعها بوجود مصدر نفطي هو نفط بغداد قد اسقط عمدا وحل محلة اقليم جنوب يمتد للوسط ويسيطر على بغداد لحرمان الانبار من مصادر الثروة .

بهذه الضغوط وغيرها تريد امريكا وايران التعجيل بانخراط الانبار في عملية تغيير طبيعة العراق تمهيدا لتقسيمه . ان قيام اقليم الانبار هو شرط مسبق لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني وخططه التدميرية . ولاجل تسهيل تحقيق هذا المشروع تجري عملية متعمدة وذات طابع طائفي لجعل محافظة الانبار غير مستقرة وتعاني من الكوارث المتجددة . كما ان ترويج فكرة ضم اقليم الانبار للاردن هي خداع واضح جدا وهي فكرة هدفها توفير غطاء نفسي لفصل الانبار بينما الهدف الحقيقي هو حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بتوطينهم في الانبار .

6 – ان مكمن خطورة الدعوة لانشاء اقليم الانبار هو انها تأتي كمحاولة لايقاظ مشروع انفصال شمال العراق وجنوبه ومنح تلك العملية زخما فقدته منذ عام 2006 وتحريض دعاة الانفصال على العودة لمطلب الانفصال . لقد رفضت جماهير الجنوب الانفصال سواء كان بصيغة اقليم الجنوب او اقليم البصرة ودفتنه بوحدتها وعراقيتها المتجذرة ، كما ان اهل الشمال رفضوا الانفصال بنسبة تزيد على 95 % كما اكد استفتاء امريكي ، لذلك فان احياء خطة التقسيم بالدعوة لانشاء اقليم الانبار يراد لها ان تحدث في اقليم كان مركز المقاومة الاول ، في اهانة مقصودة لشعب العراق ، خصوصا اهانة اهل الانبار عبر رسالة تقول لهم ( انكم بلا مبادئ وبلا موقف ويمكن شراء شيوخكم بالمال ) . طبعا حاشا الله اهل الانبار من هكذا تهمة لانهم كانوا ومازالوا اصحاب مبادئ كباقي اهل العراق وان من باع المقاومة هم انفار فقط .


7 – من الضروري تذكر ما لا يجب نسيانه وهو ان الادارة الامريكية اعلنت رسميا انها تتبنى خطة ( الفوضى الخلاقة ) والتي تعني تعمد نشر الفوضى في العراق وغيره بصورة منضبطة وجعل هذه الفوضى القابلة التي تولد كل عوامل الضعف وفشل المشاريع التحررية وزج الشعب في صراعات داخليه تمنعه من النضال ضد الاحتلال .

الرد الوطني المطلوب

من البديهي ان تحديد الاطار العام للدعوة شرط مسبق لتحديد الرد المطلوب ، ولذلك لابد من الانتباه لما يلي :

1- من الضروري التاكيد على حقيقة اثبتتها تجربة غزو العراق وهي ان الغباء يقود الى البغاء ، فاولئك الذين ورطوا انفسهم في مواقف عجزوا عن فهم ابعادها الحقيقية نتيجة سذاجتهم وتخلفهم وجدوا انفسهم يمارسون بغاء الضمير وهو اسوأ من بغاء الجسد ، فبغاء الجسد عمل اضطراري لنساء يردن الحصول على مال لاطعام بطونهن او بطون اطفالهن ، فهو عمل اضطراري وغير مرغوب فيه ، اما بغاء الضمير فهو نتاج الطمع وفساد النفس رغم عدم وجود حالة اضطرارية . واصحاب دعوة اقليم الانبار هم انفسهم من دعم الاحتلال وشارك في مجلس الحكم وبعده في حكومة علاوي وحكومة الجعفري وحكومة المالكي ، وهم انفسهم من ساعد على انبثاق وتشكيل الصحوات ، مع انهم لم يكونوا جوعى ولا محتاجين للمال قبل ذلك ، لكنه الطمع والجشع وفساد القيم والاخلاق وضعف الاحساس الوطني هي العوامل التي دقعتهم لممارسة بغاء الضمير .

2- ان المطلوب الان هو موقف حازم وصلب تجاه اصحاب الدعوة واول خطوة هي تشكيل لجان شعبية في الانبار من كل من يرفض هذه الدعوة ، وبغض النظر عن مواقفه السابقة ، لتعبئة الراي العام في المحافظة ضدها وحشد كل الشيوخ ورجال الدين والكتل والشخصيات في مقاومتها واسقاطها . وهنا لابد من تأكيد هدف جوهري وهو انه يجب التمييز بصبر وحكمة بين الخونة وبين من لم يفهم حقيقة الدعوة ، لان من الضروري تصفية القسم الاول اي الخونة ، واحتضان القسم المتورط في الدعوة وفسح المجال له للتراجع وعدم غلق الابواب بوجهه . ان اول خطوات احباط هذه الدعوة هي عزلها عن اكبر عدد ممكن من الناس خصوصا من تورط فيها والتصفية الشاملة والكاملة لدعاة اقليم الانبار بلا رحمة او تردد ، لان قبر هذا المشروع سيكون عاملا مهما في منع احياء مشاريع فصل الشمال والجنوب والوسط .

3 – ان حل مشكلة اقليم الانبار بواسطة المقترح السابق ليس الحل النهائي وانما هو اجراء مؤقت ، فما دام الاحتلال قائما فان مشاريع التقسيم ستبقى قابلة للاحياء المتكرر كلما قتلتها المقاومة ورفضها الشعب ، لذلك فان الحل الوحيد لكل مشاكل العراق هو دعم المقاومة المسلحة وسندها المقاومة السلمية بكافة الطرق وتوفير المزيد من الدعم المتعدد الاشكال لها واسقاط العملية السياسية ومنعها من تحقيق اي نجاح . ان المهمة الوطنية الرئيسة والتي لاتعلوها مهمة هي تحرير العراق من الاحتلال بشكليه الامريكي والايراني .


4 – ان تحقيق اوسع تحالف شعبي عراقي يضم فصائل المقاومة والقوى الوطنية في جبهتين عسكرية وسياسية هو المهمة الوطنية الاولى والتي تتجاوز في ضرورتها كل الاعتبارات الايديولوجية والسياسية مهما كانت . وفي هذا الظرف التاريخي الدقيق لا مجال للتهرب من استحقاقات تحرير العراق وفي مقدمتها تحقيق التحالف او الوحدة وسيحاسب الشعب كل من يتهرب من هذا الاستحقاق الوطني لان التهرب تحت اي ذريعة كانت يسمح للاحتلال بالبقاء فترة اطول ويحمل الشعب العراقي المزيد من الالام والمعاناة .

5 – ان اسقاط مشروع اقليم الانبار لن يخدم العراق فقط بل انه سوف يمنع تصفية القضية الفلسطينية ويبقى موضوع اللاجئين الفلسطينيين حيا بمنع توطينهم في غرب العراق كما تريد الصهيونية وامريكا .
اولئك الذين لا يعلمون الى اين يذهبون لابد ان يقودهم الجهل الى هناك حيث الخيانة ، كما يقول المثل .

الموضوعالأصلي : الاطار الستراتيجي للدعوة لكيان انفصالي في غرب العر // المصدر : ملتقى الحوار السياسي //الكاتب: أبى حفص الفلوجي

الموضوعالأصلي : الاطار الستراتيجي للدعوة لكيان انفصالي في غرب العر // المصدر : ملتقى الحوار السياسي //الكاتب: السلطانة