بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

هل بدأ العد التنازلي لما تنبأ به الرئيس الراحل صدام حسين!؟

شبكة البصرة

م. جبار الياسري – كربلاء

تصريحات السيد مسعود البرزاني الأخيرة التي فاجأت جميع الأوساط السياسية في الداخل والخارج، خاصةً عندما أبدى السيد مسعود استعداده التام للقاء نائب الرئيس السابق وأحد أبرز قادة المقاومة العراقية السيد عزة إبراهيم؟ على ما يبدوا لتوجيه صفعة قوية لحكومة نوري المالكي ولإيران، ونكاية بتصريحات سامي العسكري الأخيرة، بأن السيد عزة ابراهيم غادر العراق عبر مطار أربيل إلى السعودية؟، وما يجري من تهميش وفقر مدقع وبطالة واعتقالات عشوائية واغتيالات بحق أبناء الجنوب العراقي.. هل لها علاقة لما تنبأ به الرئيس الراحل صدام حسين..! حيث قال مقولته الشهيرة الموثقة.. بأنه سيأتي اليوم الذي سيُطّبقْ فيه النِصفان لتحرير العراق وإعادة القطار إلى مساره الصحيح!؟

 

قبل الدخول في صلب الموضوع، أود أن أذكر فقط بالأجواء التي سادت فترة ما قبل احتلال العراق بحوالي عامين أو أقل، وما رافقها من تهويل وحراك وسباق محموم ولغط على كافة الأصعدة، وخاصة في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأروقة ودهاليز البيت الأبيض، والتصعيد والتضخيم الإعلامي الهائل الذي سخر لأجله أضخم ماكنة إعلامية بمختلف لغات العالم عن خطر العراق المتنامي والداهم بسبب امتلاكه لأسلحة  التدمير الشامل؟، الذي يستطيع بواسطتها تدمير مدينة بأكملها كلندن خلال 40 دقيقة؟؟؟، وما شابها أيضاً من تصعيد وشحن وشحذ همم وصراخ هستيري على ألسنة العديد من قادة الحملة الصليبية التبشيرية الجدد، وللأسف كان أكثرهم يتمنطق بلسان عربي ولهجة عراقية مدفوعة الثمن، للترويج لأكبر عملية سطو مسلح شهدها العالم، وإيصال رسالة للعراقيين للقبول بالأمر الواقع وما ستُمليه ظروف المرحلة القادمة، مباشرة بعد أن أطلقت إدارة الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون ما يسمى بمشروع وقانون (تحرير العراق) سيء الصيت آنذاك، ورصد لهذا الغرض مبلغ 93 مليون دولار لما يسمى المعارضة العراقية التي كان يقودها ويتزعمها بادئ الأمر المدعو أحمد الجلبي تحت يافطة ما يسمى المؤتمر الوطني؟.

 

بالعودة لصلب الموضوع : وهو.. هل لتصريحات السيد مسعود البرزاني التي أطلقها البارحة وتناقلتها المواقع والصحف الكردية اليوم حول ترحيبه واستعداده للقاء السيد عزة إبراهيم في أربيل أو أي مكان في كردستان يرغب فيه أو يراه مناسباً؟ وكذلك الترقب المشوب بالتذمر والاستياء المصحوبتين بصحوة وطنية منقطعة النظير، تنذر بثورة عارمة ستطال منطقة الوسط والجنوب والفرات الأوسط، وما سبقها من تنديد وشجب بسبب الاغتيالات التي طالة وحصدت أرواح رموز وشخصيات وطنية في الجنوب كمحافظ البصرة وغيره من الشخصيات الدينية والرموز العشائرية المناهضة للمشروع والتدخل الفارسي الصفوي في العراق، وهل ستكون هذه الأحداث المتلاحقة وهذه التصريحات خلال هذه المرحلة المفصلية والحساسة جداً، بما فيها تلك التي سبقت وتخللت ما يسمى بحرب الوثائق وصفقات الفساد والتصعيد والتحشيد العسكري الأخير بين المركز والإقليم ونذر الحرب التي مازالت تلوح بالأفق، ستكون لها علاقة وآثار إيجابية في المرحلة القادمة، ستؤدي في نهاية المطاف إلى توحيد كلمة الصف العراقي، بعربهم وأكرادهم وتركمانهم، مسلميهم ومسيحيهم، شيعتهم وسنتهم!؟، من أجل الوقوف صفاً واحداً لمقارعة الظلم والطغيان، والتصدي للفساد والاستبداد والطيش السياسي الذي تمارسه حكومة نوري المالكي والأحزاب والتيارات والمليشيات المتحالفة معها.. وهل هذه الأمور مجتمعة لها علاقة مباشرة لما تنبأ به الرئيس الراحل صدام حسين..! حين ما كرر مقولته الشهيرة قبل وبعد الاحتلال، بأنهم سيُنحَرون وسَينّتحرون على أسوار بغداد، ومهما طال أمد الاحتلال فإنه سيأتي اليوم الذي سيُطّبقْ فيه النِصفان لتحرير العراق من براثن الاحتلال وعملائه!؟. ويقصد هنا.. بالنصفان شماله ذات الأغلبية الكردية وجنوبه ذات الأغلبية العربية.

 

استقراءنا للأحداث المتلاحقة عراقياً وإقليمياً، وخاصة ما خلفته سنوات الاحتلال المدمرة على كافة الأصعدة، من مسخ للهوية الوطنية العراقية، وتقسيمه على أساس مذهبي، طائفي، قومي، والإمعان في تدمير بنيته التحتية، والنهب المنظم لثرواته وخيراته وعمليات الفساد والإفساد المنظمة، والتعمد من قبل ما يسمى الحكومة على عدم توفير أي خدمات تذكر، وممارسة أبشع أنواع الإذلال والتعذيب والاغتصاب بحق المعتقلين وخاصة النساء والأطفال والشيوخ على مدى ما يقرب العشر سنوات، هذا بالإضافة لما أفرزه الربيع العربي المزعوم الذي قاده وفجره الصهيوني برنارد هنري ليفي الذي أدى المهمة الماسونية الصهيونية بكل حنكة وأمانة ومن ثم تورى عن الأنظار، كما توروا عن الأنظار الكثير من مجرمي الحروب والهلكوست العراقي - الأفغاني.. كمجرم الحرب بوش الصغير، ورامسفيلد وبيرن ودك تشيني وولفوفيتش وبلير وكونداليزا وغيرهم من القتلة والمجرمين الذين قادوا أبشع وأخطر حملة نازية عرفها تاريخ البشرية، ناهيك عن ما خلفه ما يسمى الربيع العربي الممسوخ، الذي أنجب لنا مواليد مشوهة لقيطة دخيلة على ثقافتنا العربية والإسلامية، وديننا الإسلامي الحنيف ورسالة نبينا (ص) نبي الرحمة والإنسانية جمعاء، الرسالة التي تدعوا للحوار والسلام والتسامح بين جميع بني البشر في جميع أرجاء العالم بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وليس كما حصل ويحصل من قتل وتدمير وقطع رؤوس في ليبيا المنكوبة المنسية أصلاً على مدى عامين، وما يجري من قتل وإبادة جماعية لأهلنا وإخواننا في سوريا تحت أنظار هذا العالم الداعر الذي يكيل بمكيالين على يد العصابات المسلحة التي تحاول تشويه ثورة أبناء الشعب السوري الذي ثار سلمياً مطالباً بحقوقه وحريته ورافضاً لهيمنة الحزب الواحد والقائد الواحد، ولهذه العصابة التي حكمته بالحديد والنار على مدى خمسة عقود، وما يجري من تفجير مُبرمج ومُمنهج للشارع العربي المصري المستنفر على مدار الساعة ومنذ سقوط نظام العميل حسني مبارك، وكذلك الوضع المتأزم في تونس والسودان والأردن، وكذلك ينذر بتفجر الوضع في دول الخليج، إذا لم تضع الشعوب العربية حداً للتجاوزات والجرائم التي ترتكبها ما يسمى المنظمات والأحزاب الاسلاموية.. المُخترقة أصلاً منذ قيامها ومنذ تأسيسها في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي من قبل المخابرات البريطانية، والآن أصبحت هذه الأحزاب (الدينية) وعلى رأسها تنظيم القاعدة أدوات قتل وترويع وتخلف وتدمير بيد مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية والموساد الصهيوني والإطلاعات الإيرانية وغيرها.

 

قلناها سابقاً ونقولها الآن.. لقد بدءوها في العراق بالرغم من أنه نال استقلاله بعد الاحتلال البريطاني الغاشم عام 1932 كدولة مستقلة ذات سيادة، لكنهم ومنذ ذلك الحين لم يدخروا جهداً لإيذائه، ووقفوا على طول الخط كحجر عثرة وعقبة كأداء في طريقه، وعملوا كل ما بوسعهم من أجل إعاقته وتدميره وتقسيمه وإعادته إلى القرون الوسطى على مر العقود الماضية، لكنه بهمة ولحمة أبنائه الوطنين ابتداء من ثورة العشرين الخالدة التي انطلقت شرارته الأولى من الفرات الأوسط وتحديداً من مدينة الرميثة، استطاع أن يعيد عافيته تدريجياً رغم الظروف القاهرة والحروب التي خاضتها الأمة العربية مع العدو الغاصب لفلسطين منذ عام 1947 وحتى عام 1973 وما زالت مستمرة حتى زوال هذا الكيان الهزيل، بدأ العراق يأخذ دوره الريادي تدريجياً خاصةً عندما استطاع تأمين ثرواته الوطنية بجهود وطنية مخلصة، وأرسى قواعد مؤسسات علمية في كافة المجالات العسكرية والمدنية، خاصة عندما استطاع بناء جيش قوي يحمي حدوده، وكذلك عندما قام بإرساء وتطوير المناهج التعليمية، وأسس وشيد الصروح العلمية، كبناء الجامعات والكليات والمعاهد بجميع فروعها واختصاصاتها، وأسس أحدث نظام صحي وصناعي، ليقوم بلعب دوره القيادي والريادي لهذه الأمة ولو لفترة محدودة لم تدم أكثر من عقد من الزمن.. أي بالضبط منذ عام 1970 وحتى عام 1980، فعدوا له العدة ووضعوا الخطط الجهنمية التي غلفوها بغلاف ديني وزادوا عليها بطابع مذهبي مقيت خاصة بعد أن خلعوا الشاه بثورة شعبية كما خلعوا حسني مصر بثورة شعبية، حيث جاءوا بالخميني للسلطة في إيران عام 1978 ليشعل فتيل أطول حرب أحرق فيها الأخضر واليابس وأعاد البلدين إلى عصر ما قبل الإسلام من حيث إثارة الفتن والنعرات المذهبية والطائفية، بالضبط كما جاءوا لنا الآن بالإخوان المسلمين من الطرف والمذهب الآخر، وجاءوا بمرسي لقيادة أكبر بلد عربي كمصر، وكذلك في باقي الدول العربية ذات الطابع والأغلبية السنية، والتي تجري الآن وستجري غداً وبعد غد على أراضيها حروب إثنية وطائفية وقومية بحق الأقليات الدينية والمذهبية سوف لن تبقي ولن تذر، لم ولن يسلم من نارها العراق أيضاً... إذا لم نتنبه ونتصدى لها بكل ما أوتينا من قوة الآن وقبل فوات الأوان.

 

خلاصة القول : وكما ذكرنا أعلاه.. نعم هم بدءوها في العراق رسمياً منذ عام 2003، كي يستفردوا بالدول العربية الواحدة تلو الأخرى، ولكن.. كعراقيين عرباً وأكراداً وتركمان وباقي القوميات الكريمة الأخرى.. بإمكاننا.. في حال وضعنا المصلحة الوطنية العليا ووحدة واستقلال بلدنا نصب أعيننا، وتسامينا وتعالينا فوق جراحات الماضي الأليم، نستطيع آنذاك بوحدتنا وتكاتفنا وتآزرنا أن ننهي آخر فصل من فصول هذه المهزلة، ونرفع الضيم والألم والحيف والمعانات عن كاهل هذا الشعب الذي عانى ما عاناه من الويلات والحروب والحصار والاحتلال.. معاناة رهيبة لم يعانيها أي شعب آخر على وجه البسيطة، الدم العراقي والكرامة العراقية والشرف العراقي غالية علينا جميعاً، ولا تقدر بأي ثمن، ونحن ومعنا ملايين العرب والأكراد نجزم بأننا إذا توحدنا كمواطنين ننتمي لهذا البلد العظيم.. عراق التاريخ والحضارة، وتوحدنا كعرب وأكراد مسلمين ومسيحيين، وليس على أساس قومي شوفيني أو مذهبي طائفي مقيت، فإننا حينئذٍ نستطيع أن نحافظ على وحدة العراق وهويته وهوية شعبه التاريخية، وننعم بالأمن والسلام والاستقرار تحت خيمته العراق الكبيرة، لا ندعو للحرب أو الاقتتال بين أبناء البلد الواحد، وما هذه الدعوة أو هذا التذكير بما قاله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين رحمه الله (سيطبق النصفان أو الجناحان) العربي والكردي من أجل بعث روح التعايش والمحبة والسلم والسلام من جديد كما كنا قبل الاحتلال الغاشم، ولنترك لغة التهديد والوعيد والشحن القومي والفرقعات الإعلامية الخبيثة، وإثارة الأحقاد بين أبناء الشعب الواحد، فو الله الذي لا إله إلا هو.. عندما نتفق فيما بيننا ونتصارح ونتصالح ولا نفرط بالثوابت الوطنية، ونوحد كلمتنا وخطابنا تجاه العدو وتجاه الصديق، سيخرج الأعداء والعملاء والخونة والجواسيس طواعية من أرضنا.. لأنهم سيصابون بالإحباط، وسيشعرون بالخيبة والخذلان، ولا يجدون من يؤويهم أو ينصت إليهم.. والله والوطن والشعب العراقي من وراء القصد.

8/12/2012

alyasiry_ali@yahoo.com

شبكة البصرة

الجمعة 23 محرم 1434 / 7 كانون الاول 2012

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

تسلم رفيق وحياكم الله

وفقكم الله اخواني الاكارم

حياكم الله جميعا